مواطنون. فنانون
مواطنون. فنانون” مؤسسة مستقلة مدنية غير ربحية. تأسست عام 2012، و تهدف إلى العمل في مجال التنمية في سوريا و التنمية الثقافية على وجه الخصوص..
مواطنون. فنانون” مؤسسة مستقلة مدنية غير ربحية. تأسست عام 2012، و تهدف إلى العمل في مجال التنمية في سوريا و التنمية الثقافية على وجه الخصوص..
الوكالة السويدية للتنمية والتعاون SIDA
مؤسسة دروسوس السويسرية https://drosos.org/ar/
المجلس الثقافي البريطاني في دمشق
صندوق الأمير كلاوس https://princeclausfund.org/
منظمة موفيموندو الايطالية: Movimondo Agenzia Viaggi – https://www.movimondo.com/
اتجاهات ثقافة مستقلة https://www.ettijahat.org/
آفاق الصندوق العربي للثقافة والفنون https://www.arabculturefund.org/ar/
تجمع تماسي : https://tamasicollective.org/
دار الأوبرا للثقافة والفنون – سورية
مديرية المسارح والموسيقا – سورية
المعهد العالي للفنون المسرحية – سورية
الأمانة السورية للتنمية، برنامج روافد – سورية
مؤسسة فردوس – الصندوق السوري لتنمية الريف
مواطنون. فنانون” مؤسسة مستقلة مدنية غير ربحية. تأسست عام 2012، و تهدف إلى العمل في مجال التنمية في سوريا و التنمية الثقافية على وجه الخصوص
يدل اسمها على توجهها بالسعي للربط بين الفن والمجتمع والاستفادة من الفن في عمليات التنمية الاجتماعية والتوعية على مستوى الأفراد
أسس الشركة فريق من العاملات والعاملين في المجالات الثقافية عامة والمسرحية خاصة، الذين قرروا تكثيف جهودهم وتجميعها بشكل مؤسساتي بعد أن مارسوا هذا النوع من العمل بشكل احترافي مع جهات متعددة
تسعى الشركة إلى العمل بشكل مستقل للمساهمة في القطاع الثقافي الأهلي إيماناً منها بالحاجة الملحة لتواجد أشكال تعبير للمجتمع عبر مؤسسات وشراكات وجمعيات تأخذ دورها الطبيعي في هذا المجال وتتشارك مع بعضها البعض لدعم التنمية االبشرية للسوريين في الداخل و الخارج
تهدف مواطنون .فنانون إلى العمل على
تعتمد الشركة في سعيها لتحقيق أهدافها بشكل رئيسي على الخبرة التي اكتسبها الفريق خلال فترة عمله الطويلة في مجال الفن والثقافة والعروض الفنية والنشاطات الثقافية، وتسعى إلى استقطاب كل من عمل سابقاً ضمن هذه المجالات وكوّن خبرة محددة يمكن توظيفها في تلبية احتياجات المشاريع التي تنفذ على الأرض
عملياً تقوم “مواطنون. فنانون” بالتالي
يهدف البرنامج إلى منح فرص للتجارب المسرحية الشابة في سورية وتشجيع الطاقات الإبداعية فيها وتطويرها وذلك من خلال المساهمة في تمويل مشاريع المسرحيين الشباب الأولى، ويشمل التمويل الكتّاب، والمخرجين، والممثلين، والسينوغراف.
يُعنى هذا المشروع بكافة مجالات فنون العرض والأداء وذلك من أجل تهيئة شكل جديد من أشكال الإنتاج الجديد يرفد المشهد المسرحي السوري والعربي بتجارب مبتكرة.
تقدم “مواطنون. فنانون” الدعم لأكبر عدد ممكن من المشاريع من خلال دعم الإنتاجات الصغيرة أو من خلال شراكات في تمويلها. نفذت جميع المشاريع في دمشق بالتعاون مع العديد من المؤسسات منها دار الأوبرا ومديرية المسرح القومي في دمشق.
معايير الاختيار وتقييم الطلبات
تقوم لجنة فنية متخصصة، تتألف عادة من عاملين في المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق، باختيار المشاريع الجديرة بالدعم. تعتمد اللجنة عند النظر في الطلبات المقدمة المعايير التالية:
يتم الإعلان عن هذا الدعم عبر صفحة الفيسبوك “لمواطنون. فنانون” وذلك لضمان وصوله إلى أكبر عدد ممكن من المهتمين.
تسعى “مواطنون. فنانون” إلى تنشيط دور المسرح التفاعلي كواحد من أهم الأدوات لخلق مساحة من التعبير والحوار والنقاش وربط الجانب الاجتماعي بالثقافي وذلك من خلال تعزيز النتاج المعرفي وتطوير القدرات والمهارات في مجال المسرح وفنون الأداء بعامة والمسرح التفاعلي على وجه الخصوص
يتم تصميم محتوى البرنامج من خلال تنظيم ورشات عمل في عدد من المحافظات السورية وفي لبنان، ودعم عقد ورشات عمل تدريبية احترافية في مجال المسرح وفنون الأداء
ورشات الكتابة المسرحية
ورشة كتابة في دمشق بإشراف ماري الياس بدعم من المجلس الثقافي البريطاني عام 2013. شارك في ادارتها وائل علي ونبيل اسود ومصطفى العبود
ورشة كتابة في بيروت بعنوان “الكتابة للخشبة” بإشراف ماري الياس بدعم من صندوق الأمير كلاوس عام 2016، نتج عنها كتاب يضم 3 مسرحيات هي: فيلم عاطفي قصير لوسيم الشرقي – حبك نار لمضر الحجي – وقائع مدينة لا نعرفها لوائل قدور
ورشة كتابة في بيروت بعنوان “الكتابة للخشبة 2” بإشراف ماري الياس بدعم من آفاق الصندوق العربي للثقافة والفنون وصندوق الأمير كلاوس عام 2020، نتج عنها قراءات مسرحية أونلاين وكتاب قيد الإنجاز شارك في ادارتها وائل علي وميادة حسين ومصطفى العبود
ورشات المسرح التفاعلي التي أشرفت عليها المؤسسة ومولتها
ورشة تدريب مدربين في حلب بإشراف غنوة العطيبي عام 2017
ورشة عمل حول دور المسنين في حلب بإشراف غنوة العطيبي عام 2017
ورشة تدريب مدربين في السويداء بإشراف رغد شجاع عام 2017، انتهت بعرض تحت عنوان إذا ماتوا انتبهوا
ورشة تدريب مدربين في حلب بإشراف غنوة العطيبي عام 2018
ورشة تدريب مدربين في دمشق بإشراف ريم محمد عام 2018
ورشة كتابة قصص مع الأطفال في عدد من المراكز المجتمعية في دمشق بإشراف نانسي خوري وديما أباظة عام 2019
ورشات فنية احترافية
ورشة عمل في دمشق بعنوان “تكوين الدراماتورج” بإشراف أسامة غنم مع عدد من خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية عام 2012
ورشة عمل في دمشق بإشراف سمير عثمان مع طلاب مدرسته (مدرسة الفن) للتحضير لعرض بعنوان “المنتحر” عام 2017
ورشة عمل في دمشق بإشراف رؤى العنزي لتطوير نصها المسرحي “هذيان” مع عدد من خريجي قسم التمثيل من المعهد العالي للفنون المسرحية عام 2017
ورشة عمل في دمشق بعنوان “الحكاية الشعبية” بإشراف آنا عكاش عام 2018
ورشة عمل في دمشق بعنوان “كل الأسماء” بإشراف علاء العالم حول تحويل النص الروائي إلى نص مسرحي عام 2018
ورشة عمل في دمشق بعنوان “الفن والمجتمع” بإشراف ماهر جلو مع عدد من خريجي المعهد العالي للفنون المسرحيةوعدد من العاملين في مجال الدعم النفسي عام 2018
ورشة عمل في دمشق بإشراف جمال شقير مع عدد من خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية حول قصص الحكايات الذاتية واستخدام تقنية الشاريوهات عام 2019
المدربون
أحمد جمعة طارق أبو شقرة
أحمدية النعسان عدنان عبد الرحيم
أسامة زيدان غنوة العطيبي
أمجد دويعر غياث محيثاوي
أواديس غابرئليان فؤاد حسن
إيناس حسينية لارا خضر
بسام الطويل لمى الخليل
بسام داوود لمى الركاد
بيسان الشريف ليلى سعد
حسام الشاه ماهر جلو
دانة جمعة مهند سمان
ديما أباظة مي قوطرش
رضاب نهار ميخائيل شحود
رغد شجاع نور منصور
رنوة بخاري نينار حسن
رودي أحمد وائل معوض
رولا ذبيان وراد كدو
رؤى العنزي وسام تلحوق
ريم درويش وهاد سليمان
ريم قاسم يارا بدر
سارة اسماعيل ياسر أبو شقرة
سالم حجو يوسف الكبرا
سماح قتال كامل نجمة
سهير علي
بعد أعوام من انخراط ماري الياس في الكادر التعليمي في المعهد العالي للفنون المسرحية في سوريا وفي جامعة دمشق، كما في جامعة القديس يوسف في بيروت، ومن خلال اطلاعها ومتابعتها الدائمة لأوضاع طلاب وخريجي المعهد، تشكل لديها هاجس قوي حثّها على التفكير بضرورة طرح أسئلة حول المستقبل المهني لطلاب وخريجي المعهد. وذلك في ظل أوضاع المسرح السوري المتدهورة بشكل عام و في ضوء الحاجة الملحة للعمل بشكل استراتيجي وجدي على إتاحة فرص عمل لهؤلاء الطلاب والخريجين. من ناحية أخرى، وفي الوقت نفسه، أتيحت لماري الياس، من خلال مشاركتها في عدة مشاريع ثقافية وتنموية، فرصة العمل في مجال التنمية المجتمعية باستخدام أدوات ثقافية وفنية متنوعة من أهمها مسرح المضطهدين (التفاعلي) وكيفية استخدامه لغايات اجتماعية. وهكذا، ومن منطلق معالجة هاتين القضيتين معاً، انطلقت فكرة دمج خدمة الهدفين (عمالة خريجي المسرح والتنمية المجتمعية) وتوظيف المسرح السوري لخدمة قضايا المجتمع وتكوين الفرد القادر على التفكير والتعبير.
كانت البداية مع مشروع “المكتبة المتنقلة” الذي عملت ماري الياس على تطويره والإشراف على تنفيذه خلال الفترة بين عامي 2003 – 2006، بالتعاون مع مؤسسة فردوس – الصندوق السوري لتنمية الريف (السورية). استهدف المشروع مناطق ريفية ضمن عدة محافظات سورية بهدف تشجيع الأطفال على القراءة وعلى التعبير من خلال قراءة القصص واستخدام التقنيات المسرحية.
في بداية المشروع، تم تشكيل فريق من ثمانية طلاب من قسم الدراسات في المعهد العالي للفنون المسرحية (جورجيت سليم، رفيف الساجر، رنا يازجي، ريم محمد، عمر أبو سعدة، مي قوطرش، وائل علي، ياسر أيوبي)، وفيما بعد انضم عدد آخر من المشاركين نذكر منهم محمد العطار. جال الفريق في بعض القرى في حافلة مجهزة بمكتبة لكتب الأطفال مقدمة من السفارة اليابانية في سوريا.
هدف المشروع إلى خلق نوع من أنواع التنشيط الثقافي لدى أطفال وشباب هذه المناطق، من خلال تنمية الاهتمام العام بالقراءة والتفكير وتطوير علاقة الطفل بالكتاب. تم ذلك باستخدام التقنيات المسرحية ومن خلال جلسات عامة في ساحات ومدارس القرى لمناقشة كتاب ما ،وتحويله إلى مادة فنية أو أدائية. الفكرة الرائدة في هذا المشروع كانت استخدام التقنيات المسرحية، وخاصة آليات التفاعل، في مجال التنمية الاجتماعية.
تمكن فريق العمل من خلق علاقات مع أطفال القرى واستمرت العلاقات من خلال تكرار السفر للقرية نفسها أو عن طريق المراسلات. أحب المشاركون هذا الاحتكاك والتفاعل مما حفز فريق العمل على تطوير هذا النوع من المشاريع. حازت المشاريع على اهتمام من الجهات الدولية الفاعلة في المجال الثقافي السوري (مثل: مؤسسة فردوس والمجلس الثقافي البريطاني.. وغيرها) و تم تمويل إعداد كادر قادر على تنفيذ هذا النوع من المشاريع الموجهة لتنمية المناطق الريفية ولفئات عمرية مختلفة: الأطفال، اليافعون، والكبار. وتم العمل على تصميم وتنفيذ عدة مشاريع مسرحية تعالج موضوعات وقضايا اجتماعية مختلفة، كتمكين المرأة ومسألة الألغام وخطرها والصحة الإنجابية.
تجاوز عمل الفريق المناطق الريفية ليشمل مناطق أكثر تهميشاً، فقد جرى مثلاً، تنفيذ مشاريع مسرحية تفاعلية في سجون الأحداث- في مشروع بدعم من مؤسسة الموفيموندو الإيطالية (Movimondo).
استند الفريق في تنفيذ عروضه المسرحية إلى مفهوم المسرح الموجه للمضطهدين، والذي يُعد الكاتب البرازيلي اوغستو بوال من أهم منظريه، والذي سمي بداية بالمسرح التحفيزي ومن ثم أطلق عليه فريق العمل اسم المسرح التفاعلي كترجمة لكلمة Interactive الفرنسية.
يقوم منهج مسرح المضطهدين علىَ خمس تقنيات أساسية: مسرح الصورة، ومسرح الجريدة، والمسرح الخفي، ومسرح المنتدى، والمسرح التشريعي. بدأ بوال يفكّر بتقنياته عندما كان يدرس دور المتفرج في العرض المسرحي، وبعد أن قدم نقداً للمسرح القائم قبله (من المسرح الأرسطوطالي إلى مسرح بريشت)، واعتبر أن ذلك الشخص الجالس الذي يتلقى عروضاً ومواعظ، هو شخص سلبي وغير قادر على الفعل، وهو يريد متفرجاً فاعلاً.
اعتمد العمل مع الأطفال على مبدأ اللعب للوصول أولاً إلى علاقة حميمة مع المتفرج ثم إلى عرض مشهد مسرحي تفاعلي يشارك فيه الجمهور، وذلك باتباع نهج تشاركي بدءاً من تحديد فكرة العرض للوصول إلى كتابة مشهد حول القضية المستهدفة، أي الانتقال من اللعب والتفاعل وصولاً إلى النص بمشاركة الأطفال أو البالغين. .
أما فيما يخص العمل الموجه للبالغين، فكان يتم وضع مخطط عام لآلية العمل وذلك عبر تحضير مشهد أو مشاهد تتوجه للجمهور بعرض مشكلة معينة وتطلب رأيه. وكان يتم تحضير المشهد قبل التوجه نحو القرية المعنية، وذلك بعد تحديد الموضوع والهدف منه والنتيجة المرجوة فكانت نتائج العمل عبارة عن مسرحيات واسكتشات مسرحية تفاعلية.
استمرالعمل وبشكل حثيث على تطوير قدرات الفريق في مجال استخدام تقنيات مسرح المضطهدين (التفاعلي) من خلال تصميم وتنفيذ تدريبات متخصصة ومكثفة منها تدريب امتد على فترة 3 أشهر تم تيسيره من قبل المدربة الكندية كاتي فرانس في عام 2004.
تم تطوير نتاج معرفي كبير في مجال بناء القدرات في الكتابة المسرحية بشكل عام والمسرح التفاعلي بشكل خاص إذ جرى تنظيم العديد من ورشات العمل في الكتابة المسرحية. كما تم تطوير محتوى كبير لمسرحيات ومشاهد مسرحية موجهة لمعالجة قضايا مجتمعية حساسة في الريف السوري تمس الواقع السوري بشكل عام.
أثناء هذه المرحلة أقام كل من عمر أبو سعدة ووائل علي وماري الياس ورشات عمل كتابة مسرحية وكتب كل من عمر أبو سعدة ووائل علي مشاهد مسرحية تفاعلية. كما أخرج عمر أبو سعدة العديد من السكيتشات المسرحية الموجهة للأرياف.
“لدىَ أوغستو بوال تقنيات عديدة طوّرها في عقود طويلة من العمل والمتابعة في بلدان عديدة من أمريكا الجنوبية إلى أوروبا وصولا إلى الهند، وهناك ادبيات عديدة في هذا المجال اهمها كتب بوال نفسه. لكنّنا نستطيع أن نقول أنّ لدىَ أوغستو بوال اهتمام أولي، ألا وهو ضرورة التغيير، وضرورة الوقوف إلى جانب المقهورين والمظلومين والتضامن معهم والعمل معهم من أجل تحسين ظروف الحياة. كذلك ضرورة التعبير وهذه نقطة اساسية بالنسبة لعملنا”
ماري الياس
مؤسسة مواطنون فنانون
بعد تجربة العمل في الأرياف والمناطق المهمشة، وفي عام 2008، بدأ تعاون، امتد طوال ثلاث سنوات، بين ماري الياس والوكالة السويدية للتنمية SIDAومؤسسة دروسوس السويسرية، بهدف دعم الشباب المسرحي لشق طريقهم في الحياة العملية، أي دعمهم في خطوتهم المهنية الأولى، بحيث يتم اختيار عروض مسرحية لدعم انتاجها. تشكّل هذه المرحلة تمهيداً لبرنامج مسرح الشباب الذي أطلقته “مواطنون. فنانون” عند تأسيسها.
من أوائل العروض التي تم دعمها عام 2009، كان عرض “المرود والمكحلة” للكاتب السوري عدنان العودة وإخراج عمر ابو سعدة وسينوغرافيا بيسان الشريف. ثم في السنة التالية، تم عرض “الشريط الأخير” (صامويل بيكيت) للمخرج أسامة غنم. في هذه المرحلة، تم التعاون مع المؤسسات الحكومية السورية، أي المعهد العالي للفنون المسرحية، ودار الأوبرا ومديرية المسارح.
تم تنفيذ مشروع المسرح التفاعلي في المدارس الحكومية في سوريا ما بين عامي 2009 و 2011، وهو ثمرة تعاون بين ماري الياس وفريق عمل مسرح المضطهدين (التفاعلي) ومؤسسة دروسوس السويسرية ومؤسسة روافد السورية ووزارة التربية في سوريا. شكّل مشروع المسرح التفاعلي بالمدارس الحكومية خطوة أولى لتطوير كادر ورؤية وزارة التربية في مجالات المسرح الموجه للأطفال.
عند بداية المشروع، جرى الاهتمام ببناء قدرات المدربين وتأهيلهم لاستخدام المسرح التفاعلي وتقنياته، حيث أقامت ريم محمد دورة تدريبية للمدربين حول ألعاب وتمارين المسرح التفاعلي، بينما أقام عمر أبو سعدة ورشات كتابة وبناء مشاهد مسرحية تفاعلية، كما أشرف الخبير المصري إميل شارلي على ورشة تنظيمية لجميع المشاركين. شارك في هذه الدورات خريجون وطلاب من المعهد العالي للفنون المسرحية بقسميه التمثيل والدراسات المسرحية، إضافة إلى مجموعة مدربين رشحتهم وزارة التربية.
تم إرسال مجموعة من 4 مدربين إلى بعض مدارس دمشق وضواحيها. كان العمل مع المشاركين من الطلاب يقوم على مشاركة الأطفال في بناء وتنفيذ عروض مسرحية تفاعلية، كان الأطفال يقدمون العروض بأنفسهم ، و كانت هذه العروض نتيجة للّعب معهم وتحفيزهم على التفكير والمناقشة وطرح مشاكل وأسئلة.
أقام المدربون دورات مباشرة مع طلاب المدارس امتدت كل دورة من 3 إلى 4 أشهر، وكانت تنتهي بعرض للنتائج في آخر كل دورة وفي المدرسة من خلال عرض مسرح تفاعلي. أغلب العروض كانت نوعاً من المشاهد التفاعلية بحيث يتم بناء مشهد يطرح قضية للنقاش ويتم أخد رأي الجمهور من الطلاب والأهل ويتم نقاش المسألة المطروحة.
“يمثل مشروع مسرح الشباب نموذجاً مثالياً لما يجب أن يكون عليه العمل الثقافي غير الربحي والمغاير للسائد والمراهن على إنجاز تراكم فعلي في مشهد إنساني لا ريب في كون الثقافة إحدى حاجاته الأساسية. هذا المشروع الذي ساعد عدداً كبيراً من شباب المسرح السوري في إنجاز عرضهم الأول: بكل ما تمثله هذه الكلمات من آمال وخشية وتعلم واكتشاف ووجود، (وقد كنت أحد أول هؤلاء المستفيدين قبل ما يزيد على الخمسة أعوام وكان عرض “الشريط الأخير” لصموئيل بيكيت الذي تابعت بعده مسيرتي العملية كمخرج ومنشط مسرحي.
هذا المشروع برهن وما يزال يبرهن على كونه ألمع مبادرة شهدتها سوريا على المستوى الثقافي الجدي في العقد الحالي.
هو مشروع يجمع في الوقت ذاته: بناء القدرات بالمعنى الكامل للمصطلح كونه يعطي تمرين إنجاز العرض “الأول” و”الكامل” في شروط احترافية (متواضعة نعم لكن كاملة)، وإلى بناء القدرات يضاف مفهوم البحث المسرحي التجريبي لأنه لا يفرض أي اعتبارات من أي نوع سوى اعتبارات الجدية الفنية فيحرر بذلك طاقات ورؤى جيل مسرحي شاب سوري يزداد اقتناعاً بدور المسرح كمختبر لدراسة السلوك البشري، ويتم ذلك كما أثبتت خيارات الشباب المتنوعة (مسرح سوري – عالمي – إخراجات تجريبية – اقتباسات – تأليف – قراءة للكلاسيكيات…) عبر قناعة ترسخت أن (المسرح) بكليته هو ملك للشباب الراغب بتعريف وجوده عبر الإنتاج الفعلي لعروض أثارت شهية جمهور دمشق نحو مسرح جدي يحاول أن يكون جزءاً من مسرح اليوم في العالم بأكمله في فعل ثقافي مستقل ومنتم في ذات الوقت لمكانه وزمانه مهما ازدادت صعوبتهما.
أما القيمة الثالثة فهي فتح باب حوار مسرحي ما ازدادت أسئلة الحياة اليومية الكبرى إلا انعكاساً فيه، هذا الحوار هو بين مجموعات المسرحيين الشباب الصغيرة التي تتابع إنتاج بعضها البعض بالتحليل والنقد والتشجيع خالقةً حالة جديدة في الثقافة السورية (أسيرة الأدب والأكاديميا تاريخياً) يختلط فيها البحث الشكلاني بالحدث الاجتماعي والممارسة الأدبية.
هذه النقاط الثلاثة التي جمعها المشروع تحت ألق وحضور وتفرد قامة ثقافية استثنائية في المشهد المسرحي السوري تمثلها أستاذتنا جميعاً الدكتورة ماري الياس جعلت مشروع مسرح الشباب الخشبة المتواضعة إنما النابضة بالأمل التي يقف عليها أبناء هذه المدينة ناظرين (كما كوستيا ونينا في بداية مسرحية النورس لتشيخوف) إلى بحيرة المسرح العالمي حالمين في ذات الوقت بالمسرح والحب”.
أسامة غنم
مخرج مسرحي
“إنّ منهجية المسرح التفاعلي، والذي نمارسها نحن، وجدت النور في سوريا، بإشراف الدكتورة ماري الياس. وهي منهجية يقوم المدرّبون عبرها بتطبيق التمثيل الدرامي والألعاب المسرحية التي تشجّع المشاركين علىَ التعبير عن أفكارهم ومشاعرهم، والحوار، إضافة إلى الإصغاء إلىَ المتدرَبين والتجاوب معهم. استُخدمت هذه المنهجية في الكثير من القرى وفي المناطق النائية وفي المدارس الحكومية في دمشق منذ عام 2009 حتى عام 2012، حيث تمّ التعامل مع مئات الأطفال واليافعين واليافعات. وفي نهاية كل ورشة عمل، كانت هناك عروض تفاعلية مع الأطفال واليافعين/ات تستند على المواضيع التي تهمّهم، وحيث الجمهور يتدخّل بأفكاره وجسده ويغير من مجرى الأحداث. وكان طلاب المدارس أنفسهم مسؤولين عن تطوير بعض جوانب العروض التي تقدم في نهاية كل مرحلة وتنفيذها من اقتراحات إضاءة وديكور وصوت، تحت إشراف وتوجيه المدربين المختصين. وفي هذا النوع من العمل طرحت عدة تساؤلات حول تكييف المنهجية على الوضع الخاص في سوريا”.
أفو كبريليان
مدرب اختص بالمسرح التفاعلي ومارسه في سوريا ولبنان وهو من خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية
“هناك توجه مسرحي عام فرضته الظروف القائمة في سوريا منذ آذار 2011 وتبعاتها، إذ هناك إصرار غريب من جهات التمويل على تقديم أنواع ومضامين معينة مرتبطة بشكل وثيق بهذا الظرف، وكأن المسرح هو وثيقة فقط، أو بيان سياسي، أو وسيلة للعلاج النفسي، لذلك أحسسنا أنه من الضروري تقديم مسرح يهتم بالرؤية الفنية والمضمون الإنساني قدر اهتمامه بانعكاس ذلك على الجمهور. مسرح يذكرنا (فنانين وجمهوراً) بأننا لازلنا أحياء، ولازلنا قادرين على صناعة الجمال. لذا كل الشكر للقائمين على مشروع “مسرح الشباب”.
عمر جباعي
مخرج مسرحي
“بدأتُ بكتابة نص “الجبان” في خريف العام 2019، لكن، وبسبب ظروف عدة، فقدتُ الرغبة والدافع لاستكمال النص، وكل ما كتبته منه هو حوار صغير مع توصيف للمكان.
فُتِح باب الاشتراك في مشروع الكتابة للخشبة، لم أكن أملك جهاز كمبيوتر وقتها، أي لم أكن قادراً على إرسال أية ملفات مكتوبة، كما لا يمكنني الكتابة إلى بالقلم والورقة، شرحت الوضع للقيّمات على المؤسسة، مع إبداء رغبتي في المشاركة، واستعدادي لإطلاع الدكتورة ماري الياس على ما أتممتُ كتابته سابقاً، وهو مكتوب بالحبر على دفتر صغير.
تفهمت مؤسسة مواطنون فنانون، كعادتها، وضعي، وقبلت مشاركتي ولكن بشرطين: الأول أن أطلع الدكتورة ماري على ما تمت كتابته فعلاً، والثاني أن أكتب توصيفاً للشخصيات.
وهذا ما حصل، فبدأت الكتابة مدفوعاً بأسئلة الدكتورة ماري وحوارات مع الصديق وائل علي، فكنت أعود إليهما كلما استغلقت الكتابة علي وشعرت بخبو الرغبة في الكتابة.
في أيلول من عام 2020 شعرت أن النص بدأ يصل إلى مرحلة النضج، ولكني خفت أيضاً أن يكون هذا شعوري الشخصي، شعوراً غير موضوعي، خاصة أن مسارات النص انفتحت في النهاية على احتمالات كثيرة، مما جعلني أشعر ببعض الارتباك حول النهاية، فاقترحت الدكتورة ماري بأن أقدم ما تمت كتابته من النص حتى ذلك الوقت في قراءة مسرحية أمام الجمهور، وفتح حوار معهم حوله، عل ذلك يساعدني على استيضاح الطريق نحو نهاية النص من جهة، كما يساعدني على أن أرى إن كان النص سيصل إلى الجمهور كما أفكر أم سيصل بشكل مختلف، والحوار هو وسيلة للأفضل دائماً.
وهكذا وبدعم من “مواطنون.فنانون” وباستضافة كريمة من “بيت الفنان في حمّانا” استطعنا بعد إقامة فنية قصيرة قراءة النص أمام جمهور ضم بعض الأصدقاء والمختصات والمختصين بالمسرح، إضافة إلى بعض السيدات والسادة من أهالي حمانا، وكانت النتيجة باهرة بالنسبة لي، إذ لم تؤثر هذه القراءة على سير النص فحسب، بل أثرت على سيري أنا أيضاً، لقد أعادت القراءة وما تبعها من نقاشات مفعمة بالصدق والحب، أعادت التوازن لحياتي، قد تبدو هذه مبالغة لمن لم يجرب ذلك، لكنني لا أبالغ أبداً، بل ربما لا أجيد التعبير عن أهمية تلك القراءة على المستوى الشخصي وعلى مستوى كتابة النص.
بعد قراءة النص على الجمهور، والاستماع إلى الآراء والأفكار المختلفة من الجمهور احتجت إلى بعض الوقت كي تختمر النتيجة في رأسي، وبالفعل بعد نحو أسبوع عكفت على كتابة المشهد الأخير من المسرحية، وأنهيته في 12 كانون الأول 2020، لكنه لا يزال بحاجة إلى المزيد من التعميق والنحت كي يصبح ناجزاً، وأود لو أستطيع أن أعرض النص، أو مسودة النص بالأصح، مرة أخرى على الجمهور، بعد إضافة المشهد الأخير، سيكون ذلك مساعداً على فهم المشهد الأخير أكثر، وفهم علاقته بباقي النص كذلك”.
عمر الجباعي
مخرج مسرحي
“كانت تجربة الدعم من مواطنون فنانون هي تجربتي الأولى في تلقي الدعم المادي لتقديم مشروع مسرحي شخصي. لذلك فمن البديهي القول أن المنحة شكلت عامل دعم وثقة كبيرين لي لأستطيع إنجاز مشروع “على الطريق.. قراءات مسرحية” الذي قدم في الشهر الأول من العام2014.
كما أني لم أكن الشخص الوحيد الذي يتلقى منحة للمرة الأولى ضمن المنح التي قدمتها المؤسسة في العامين الماضيين، بل إن معظم المنح قدّمت لشباب هم في تجاربهم المسرحية الأولى، وحقق معظم هؤلاء الشباب أصداءً جيدة جداً لعملهم.
لذلك فبرأيي أن مشروع مسرح الشباب بما يقدمه من منح صغيرة، ولكنها موزعة على عدد أكبر من الشبان في تجاربهم الأولى، أو في بداياتهم، يقدم تنشيطاً مسرحياً أكثر فائدة من تقديم منحة واحدة كبيرة لمشروع واحد. والعروض التي قدمت في دمشق وبيروت في العام الماضي، وفي مدن سورية مختلفة في هذا العام، شاهدة على أهمية هذا النوع من برنامج دعم المسرح الشاب، والتي أتمنى لها الاستمرارية”.
وسيم شرقي
مخرج مسرحي
“في العام 2014 حصلت على منحة مسرح الشباب, وذلك للقيام بعرض مسرحي تفاعلي، وبناء عليه تم تدريب 15 شاب وشابة ضمن مدينة حلب التي كانت تعم بالقذائف والحرب والقتل في ذلك الوقت، اسم العرض “أحلام مؤجلة” يحاكي واقع الشباب في تلك الفترة .
في العام 2014 أيضا عملت مع مؤسسة مواطنون فنانون كمدربة العاب وتمارين المسرح التفاعلي ضمن مخيم المرج لمجموعة من الشباب المقيمين ضمن المخيم الواقع في منطقة المرج في لبنان .تم من خلاله تمكين 12 شاب على تقنيات المسرح التفاعلي من ثم تم إنتاج عرض مسرحي تفاعلي بعنوان “خيمتنا”
في العام 2015 حصلت على ورشة تدريبية على تقنيات الدعم النفسي عن طريق التعبير الدرامي، الذي كان له الأثر الكبير على المستوى الشخصي وخاصة في ظل الظروف النفسية والاجتماعية الصعبة التي كان يمر بها الأفراد المقيمين داخل سوريا، وبعد ذلك قمت بنقل تلك المهارات الى مجموعة من الشباب داخل مدينة حلب .
في الأعوام اللاحقة حصلت على تمويل للقيام بدورات تدريبية على العاب وتمارين المسرح التفاعلي ضمن مدينة حلب – تم استهداف مايقارب 75 شاب وفتاة.
خلال مسيرتي مع المؤسسة قمت بالعمل على اربع عروض مسرح تفاعلي ( احلام مؤجلة – خيمتنا – جمع مؤنث سالم – وندرفل وورد )
في العام 2021 حصلت على فرصة للتدريب على الكتابة التفاعلية والتي كان لها أثر كبير على استعادة المعلومات والعودة الى مجال المسرح التفاعلي لتطوير مهاراتي.
في الفترة الصعبة التي كنت أمر بها أنا والكثير من الشباب المقيمين بسوريا، كانت الفرص الممنوحة من قبل المؤسسة هي طوق نجاة للعودة الى انسانيتنا، في الوقت الذي انشغل الجميع بتأمين الأمور الضرورية لاستمرار الحياة، وجدنا فسحة للأمل والتعبير والتواصل، فسحة للتعبير عن مخاوفنا وأحلامنا المؤجلة”.
غنوه العطيبي
عملت سابقاً في المسرح المدرسي التابع لوزارة التربية
اتذكر عندما كتبنا نصوصا تفاعلية للمرة الاولى وكان ذلك على شكل ورشة عمل مفتوحة، امتدت لمدة 15 يوماً، عمل فيها مجموعة من خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية الذين سبق وشاركوا في نشاطات لها طابع تفاعلي، مثل المكتبة الجوالة وورشة العمل السابقة حول اللعب التفاعلي، وكل أنواع النشاط الفني التعليمي. أننا تعاملنا مع الموضوع على مراحل
المرحلة الأولى تمت فيها مناقشة صيغ مسرحية يمكن أن تنجح في البيئة السورية، حيث أن هذا النوع من المسرح جديد عليها، ويومها كنا نعمل في بيئة ريفية، وقد طرحت عدة صيغ تم اختيار بعضها لتكون القاعدة التي نبني عليها في البداية لأنها الأقرب للمسرح الذي تعوده الناس هنا.
الفكرة الأساسية التي ركزنا عليها هي ضرورة ملائمة المواضيع مع الحاجات الفعلية للمشاركين من أطفال أو بالغين. الأسئلة الأولية التي طرحت تتعلق بشكل التوجه للجمهور هل نتوجه له على أننا الواقع والحقيقي أم نتوجه إليه ونقول أننا مسرح يحكي الواقع إنما ليس الواقع.. تم اختيار الصيغة الثانية، خلافاً لما هو شائع في مثل هذه الأنواع المسرحية. وهنا كان علينا التأكيد على فكرة “المسرحة” أي الانطلاق من حادثة أو حالة نعتبرها افتراضية وليس حقيقية، وهذا ما أدى بنا إلى البحث في صيغ التوجه للجمهور والسؤال عن طابع المشاهد وما زلنا حتى اليوم –في المدارس ومع جمهور من الاطفال – ننطلق من المبدأ ذاته.
يمكن تلخيص الصيغة التي تم اختيارها بكونها تعلن للجمهور أن ما يقدم هو مسرح، وتعتمد شخصية وسيطة بين الممثلين/ الشخصيات والجمهور وسميت هذه الشخصية الجوكر وهي شخصية تكون موجودة قي كل المشاهد وهي أقرب إلى الراوي والمقدم والمُفعل.
المشهد هو في أغلب الأحيان مشهد استرجاعي لشيء أو حادثة جرت في الماضي تسترجع تمثيلاً أو سرداً أمام الجمهور مع نهاية مفتوحة على النقاش، وتتم مناقشة الاحتمالات الممكنة لتفسير سلوك الشخصية أو نهاية المشهد مع الجمهور. من ناحية أخرى أردنا منذ البداية التأكيد على فكرة المتعة في المشاهد نريد كتابة مشاهد ممتعة وحتى مضحكة ومسلية ولا نريد أن نقع في فخ المأساوي. لذا فنحن نحكي حكايات وعلى الحكاية التي نحكيها للمشاهد أن تثير اهتمامه من خلال المفارقة التي يطرحها المشهد. العديد من المشاهد يمكن أن يكون لها طابع درامي (وقد تعتمد الإضحاك وتترك فسحة كبيرة لارتجال الممثل) وهي التي تشد المتفرج للمتابعة على الأقل في البداية.
لا بد أن يناقش المشهد جماعياً من قبل الفريق العامل قبل الشروع في أدائه أو أعتماده. ولا بد أن تعدل المشاهد بناء على النقاش، وأن يتم تحديد التساؤلات المفتوحة التي سيتم الرد عليها بعد ذلك من خلال العلاقة المباشرة مع المتلقي. وهي تحاول استدراج الجمهور للمشاركة والكلام عن التجربة الخاصة لكل مشارك ومتفرج.
حول كتابة نصوص تفاعلية، عمر أبو سعدة
مخرج مسرحي
“كتبت في إحدى رسائل الدوافع التي قدمتها يوما لمؤسسة مواطنون فنانون: يؤلمني أن أرى ممثلاً على سبيل المثال يحاول البحث عن أي عمل ليستطيع العيش وأنا أرى فناني العالم يطلقون أفكارهم بحرية، يعملون ويحاولون التغيير في مجتمعاتهم ويستطيعون ذلك بالفعل . أنا متأكدة بأنني لا يمكنني تحقيق أهدافي وتنفيذ مشاريعي الفنية والانسانية ضمن الشرطين المكاني والزماني الحاليين إلا من خلال المراهنة على منح المؤسسات الثقافية المستقلة الداعمة للفنان السوري وإلا فلن أستطيع أن أراكم خبرة وأن أطور نفسي وأدواتي “
منحتني “مواطنون فنانون” بالفعل فرصا عديدة لأحيا من جديد ضمن مناخ انساني وثقافي و اجتماعي ميّت في بلاد الحرب و القيود وسجون الأفكار والعوز المادي . في كل مرة كنت أشعر فيها بالعجز تجاه نفسي و مجتمعي كانت ” مواطنون فنانون ” تضيء مساحة من الأمل .
من خلال المشروع الأول /تدريب مدربي المسرح التفاعلي/ استطعت أن أنشر ” المسرح التفاعلي وتقنياته ” للمرة الاولى في مدينة السويداء إحدى المدن الجنوبية المحتضرة مسرحيا في سوريا، قمت بتدريب أكثر من عشرة من الشباب العاملين في المجال الانساني لاستخدام تقنيات المسرح التفاعلي ضمن جلسات التوعية أو جلسات الدعم النفسي التي تلعب دورا هاما في مخيمات ومجتمعات النازحين داخليا حيث كانت النتائج مذهلة على الصعيد النفسي والانساني. أما على الصعيد المسرحي والفني فقد تم التعرف على المسرح التفاعلي و شارك الجمهور للمرة الاولى في مناقشة مواضيع ” إشكالية ” ضمن مجتمع منغلق .
أما المشروع الثاني ” ورشة لفنانين نتج عنها عرض قراءات مسرحية ” فقد فتح بابا لعدة فنانين سوريين – انقطعوا مثلي عن العمل الإبداعي والفني والثقافي لفترات زمنية طويلة بسبب الانشغال بلقمة العيش والضغوط اليومية – للِّقاء مجددا والوقوف طويلا أمام الدراماتورجيا وقراءة نصوص من المسرح الفرنسي الحديث والنقاش المسرحي الذي غاب طويلا عن أذهاننا. ومناقشة ظروف الفنانين الذين تجاوزا الأربعين من العمر في سوريا وأُغلقت أبواب المؤسسات الثقافية في وجههم بسبب تحديد معظمها لشرط العمر. نتج عن الورشة عرض قراءات مسرحية “غني ثلاثة فقراء ” لجان لويس كاليفرت منح ممثلان اثنان العودة إلى الخشبة والتعرف على بعض نصوص المسرح الفرنسي الحديث بعد الانشغال في العمل للتلفاز لسنوات طويلة. ومنحني تجربة إخراج عرض قراءات للمرة الاولى بعد أكثر من عشر سنوات على تخرجي من المعهد العالي للفنون المسرحية .
المشروع الثالث ” ورشة الكتابة للخشبة ” أخرج جميع تساؤلات الكتابة المسرحية في المرحلة الحالية من رأسي . جعلني أفكر في جدوى أو لا جدوى المسرح في بلاد تذوب وتتناثر وتتلاشى، بلاد أصبحت بلا ملامح.
هل يستطيع المسرح إنقاذنا؟ من الذي سيقرأ؟ من سيحضر؟ ولماذا؟ عن ماذا سأكتب؟ ولمن؟ خرجت بنصّ يشبهني ويشبه كل فنان سوري مقيّد وممزق ولا يعلم من الحقيقة سوى أنها “إبرة ضاعت في مزبلة”، كنت سعيدة جدا أنني كتبت، كتبت نصاً مسرحيا وحسب بعد أن كنت غير قادرة حتى على التفكير.
استطعت من خلال المنح الثلاث السابقة أن أنفذ على الأرض كل ما تعلمت وقرأته نظريا، استطعت ان أجرب وأفهم وأتسائل وأتحرك بحريّة وأعي – بعد ان استسلمت للاكتئاب – بأن الفن قد يكون منقذاً. شكرا مواطنون فنانون”
رغد شجاع